لماذا نتعطل أحيانًا رغم أن كل الفرص متاحة؟ أسرار تعثّر الأداء النفسي
فيه لحظات تكون فيها كل الأشياء متوفرة: وقت، أدوات، دعم، فرص، بس مع كذا، ما تقدر تتحرك. تحس إنك واقف مكانك، تشوف الخطوة قدامك، بس شي داخلي يمنعك تمشي. مو كسل، ولا تأجيل عادي، بل حالة غريبة، تتعطل فيها وأنت تبغى تتحرك.
![]() |
لماذا نتعطل أحيانًا رغم أن كل الفرص متاحة؟ أسرار تعثّر الأداء النفسي |
هذا اسمه تعثّر الأداء النفسي، وهو إحساس معقد، ما ينشاف من برا، لكن يأكل طاقتك من جوّاك. الناس تشوف إن عندك كل شي: "انت ذكي، وعندك وقت، وش تنتظر؟"، بس انت تدري إن المشكلة مو في الوقت، ولا في الظروف، بل في شي داخلك مو متفاهم معك.
في هذا المقال، راح نغوص سوا في الأسباب العميقة للتعطيل النفسي، وشلون نعرف الفرق بين التراخي العادي والتوقف الحقيقي. وراح أشاركك رأيي الصادق، وتمرين بسيط، وروابط مهمة تخليك تفهم وتتحرك من جديد بثقة ووعي.
ما هو تعثّر الأداء النفسي؟
الفرق بين الكسل العادي والتعثر العميق
الكسل تقدر تتغلب عليه بكوب قهوة أو طلعة سريعة. لكن التعثر النفسي ما ينحل بهالبساطة. هو شعور إنك "مشلول داخليًا"، كأنك مربوط بدون حبل. تبغى تتحرك بس تحس إن جسمك يرفض، تفكر تبدأ بس تتراجع بدون ما تفهم ليه.
الفرق الجوهري؟ الكسل مؤقت. أما التعثر النفسي فهو حالة ذهنية مشوشة، نابعة من مشاعر مركبة زي الخوف، التوتر، التوقع العالي، أو حتى الضغط الزايد على نفسك.
- الكسل = "ما أبغى أبدأ".
- التعثر = "أبغى أبدأ… بس في شي خفي يمنعني".
وهذا الفرق مهم جدًا، لأنه هو اللي يحدد إذا كنت تحتاج تحفيز، أو تحتاج علاج داخلي أعمق.
علامات إن المشكلة نفسية وليست خارجية
كيف تعرف إن تعثّرك ما له علاقة بالظروف؟ فيه إشارات واضحة:
- عندك وقت كافي لكن تظل تأجل بدون سبب.
- أنت تحب الشي اللي تبغى تسويه بس ما تقدر تبدأ.
- تجيك أفكار مثل "أنا يمكن أفشل"، أو "ما راح أكون قد التوقعات".
- تحس بثقل داخلي لما تفكر بأي خطوة، حتى لو بسيطة.
كلها مؤشرات إن المشكلة نفسية وتحتاج منك تفهم مشاعرك، مو تحارب نفسك.
العوائق الخفية اللي تعرقل طاقتك
ضغط التوقعات الداخلية
واحدة من أكبر العوائق اللي تسبب تعثر الأداء النفسي، هي التوقعات اللي تحطها على نفسك. تبي تسوي الشي "بأفضل طريقة"، أو تبغى تكون "كامل من أول مرة"، وبدون ما تحس، تبدأ تضغط نفسك لدرجة إنك ما تقدر تتحرك.
لما تصير تخاف تبدأ علشان "ما تطلع غلط"، أو تنتظر اللحظة المثالية، فانت قاعد تعلّق نفسك بحبل ما له نهاية. الحياة ما فيها نسخة مثالية من كل شي، ولو جلست تنتظر الكمال، راح تتعطل بدون ما تبدأ أصلاً.
المثالية المفرطة تقتل الحركة. والتقدم الحقيقي يبدأ من الشغل غير المثالي.
الخوف من النجاح… مو الفشل
هذا يمكن غريب شوي، لكن كثير منّا يخاف من النجاح أكثر من الفشل. ليش؟ لأن النجاح يجيب مسؤولية، يفتح أبواب جديدة، ويغير نظرة الناس لك، ومو الكل مستعد يتحمل هذا التغيير.
أحيانًا، نخرب على نفسنا بدون ما ندري، بس علشان ما نتحمّل نتائج النجاح. نقول لأنفسنا: "أنا مشغول"، "ما لي خلق"، "الظروف ما تساعد"، لكن الحقيقة؟ إحنا نخاف ننجح لأننا ما نعرف وش يجي بعده.
الخوف من النجاح يصنع تعطيل داخلي صامت وبدون وعي، نبدأ نُبطئ خطواتنا رغم إننا نقدر نطير.
فيديو مهم – ليه ما نقدر نتحرّك رغم كل شيء؟
هذا الفيديو من كريم إسماعيل، يتكلم فيه عن "سر الوقت" بطريقة مختلفة. يحكي ليه نضيع وقتنا رغم إننا عارفين اللي نحتاج نسويه، وليه نحس أحيانًا إن اليوم ضاع رغم إنه كان في متناول يدنا.
شغّل الفيديو وخذ لحظة مع نفسك. يمكن تكتشف إنك ما تحتاج أكثر من إعادة ضبط بسيطة… علشان ترجع تملك وقتك، وتكسر تعطيلك الداخلي.
العقل المشتّت: لما تنشغل عن نفسك
كيف تسرقك التفاصيل وتخلّيك تتعب بدون ما تنتج؟
فيه فرق كبير بين "أنك مشغول" وبين "أنك منتج". التشتت أحيانًا يجي على شكل انشغال مفرط: رسائل، تنبيهات، مهام صغيرة تتراكم وكلها توهمك إنك تتحرك، لكنك في الواقع واقف مكانك.
هذا النوع من التشتت يستهلك طاقتك العقلية، يخلي يومك يمشي، لكن ما يعطيك نتيجة تشبعك نفسيًا. تعيش إحساس إنك "دايم تعبان"، بس لما تجي تحاسب نفسك آخر اليوم، ما فيه شي ملموس.
- اما انك تنجز مهام صغيرة بس تتهرب من المهام الكبيرة اللي تغيّر فعليًا.
- او ترد على الكل بس ما تسمع صوتك.
- وممكن تظل منشغل بس ما تطمّن.
التشتت العاطفي وتأثيره على الإنجاز
مو دايم التشتت يجي من الخارج، أحيانًا يطلع من جوّاك. لو كان فيك مشاعر مضغوطة، أو أفكار ما انتهت، فهي تظل تشتغل في راسك. حتى لو ما تتكلم عنها، حتى لو ما تفكر فيها طول الوقت، تبقى تسحب من طاقتك النفسية.
وهذا النوع من التشتت أصعب، لأنه غير مرئي. تحاول تبدأ في مشروع أو هدف، لكن ما تقدر تركز، لأن فيه جزء منك "محتار" أو "منشغل داخليًا" بشي ما انحل.
إذا تجاهلت هذا الشعور، راح تبقى تدور في نفس الدائرة: تعب، تأجيل، قلق، بدون سبب واضح.
مقالاتنا السابقة قد تهمك
لو تمر بفترة تشعر فيها إنك عالق أو مو قادر تتحرك، هذي المقالات بتساعدك تفهم نفسك أكثر وتستعيد توازنك 👇
رأيي الشخصي – رأيي بصراحة عن “التعطيل الداخلي”
من وجهة نظري الشخصية، أغلب التعطيل ما يجي من ظروف خارجية، بل يجي من شي داخلي ما انسمع، أو شعور تم تجاهله، أو توقعات ضغطت على روحك. وإذا ما أعطيت نفسك لحظة تفهم "وش فيك؟"، راح يطوّل هذا التعطيل، مهما غيّرت المكان أو الناس.
أنا مؤمن إن كل إنسان يمر بتعطيل نفسي في حياته، ولو مرة على الأقل. لكن الفرق الحقيقي هو: هل تسمح له يعطل كل حياتك؟ أو توقف وتقول: “خلني أبدأ من حيث أنا ولو بخطوة صغيرة.”
تمرين عملي – تتبع التعطيل النفسي لمدة 7 أيام
تمرين "تتبع التعطيل" – اكتشف وين تتوقف بالضبط
هذا التمرين راح يساعدك تراقب نفسك، وتفهم متى وليه تتعطل. مو علشان تلوم نفسك، بل علشان تطلع من الدوامة اللي توقفك كل مرة.
- المدة: 7 أيام فقط (يفضّل تكتب يوميًا قبل النوم)
- الأداة: دفتر، ملاحظات بالجوال، أو أي وسيلة تريحك
كل يوم سجّل:
- الشي اللي كنت ناوي تسويه وما سويته.
- إيش كان شعورك وقتها؟ (خوف؟ تشتت؟ شك؟ ملل؟)
- وش الفكرة اللي جاتك وخلتك توقف؟
- لو رجعت للحظة هذي، وش كان ممكن تسويه غير إنك تتوقف؟
بعد 7 أيام، راح تلاحظ نمط واضح. يمكن تكتشف إنك تتوقف لما تحس إنك بتغلط، أو لما تتذكر نظرة معينة، أو حتى بدون سبب، بس الآن صرت واعي. وهنا يبدأ التغيير.
خاتمة مقالنا اليوم
مو كل تعطيل فيك يعني إنك "كسول" أو "ضعيف". أحيانًا، التعطيل النفسي يجي كتنبيه داخلي إن فيك شي يحتاج تفهمه، وتسمعه، وتفككه. إجبار النفس على الإنجاز بدون وعي يشبه القيادة بسيارة فيها فرامل مشدودة: تمشي شوي وتتعب كثير.
خذ لحظة، مو علشان توقف، بل علشان تفهم وش صار. راجع يومك، مشاعرك، وأفكارك بدون قسوة وابدأ من جديد بخطوة صغيرة، لكن واعية. التعطيل ما يخوّف، اللي يخوّف هو الاستسلام له بدون ما تعرف "ليش؟"
وفي النهاية، كل شخص يمر بلحظات بطء. بس القوي هو اللي يوقف، يسمع، ويكمل حتى لو بهدوء.
أسئلة شائعة
كيف أعرف إذا تعطّلي نفسي أو كسلي عادي؟
إذا كنت تبغى تسوي الشي فعلاً، وتحبه، وكل الظروف مناسبة، لكنك ما تتحرك، فغالبًا المشكلة نفسية. الكسل العادي يروح مع الراحة، أما التعطيل النفسي يحتاج وعي وتفهم.
هل قلة الحماس مرتبطة بمشاعر مكبوتة؟
كثير جدًا. التراكم العاطفي، مثل الحزن أو الخوف أو الإحباط، يثقل العقل، ويخلّي الحماس ينطفي بدون سبب واضح.
وش أسوي لما أحس إني مكسور داخليًا بدون سبب؟
ابدأ بالكتابة. افرغ كل شي تحس فيه بدون ترتيب، وارجع تقراه بعدين. كثير من الأسباب تنكشف بهدوء لما تكتبها حتى لو ما كنت تدري إنها مأثرة عليك.
هل التأجيل دايم سببه خوف؟
مو دايم، بس كثير من الأحيان يكون خوف مخفي: من الفشل، من النجاح، من التغيير، التأجيل يريحك لحظيًا، لكنه يأكلك داخليًا إذا استمر.
هل فعلاً ممكن أرجع أشتغل على نفسي حتى لو كنت ضايع؟
أكيد. لحظة الوعي هي أول خطوة. وكل شخص يستحق بداية جديدة حتى لو كانت بدايته بسيطة. الأهم: لا توقف.
لا تنس تشارك المقال مع شخص تحس إنه "واقف بمكانه" رغم إنه عنده كل الإمكانيات. يمكن تكون سبب تغيّر يومه.