Home

كيف تختار الرفقاء الإيجابيين وتبني دائرة دعم قوية؟

كيف تختار الرفقاء الإيجابيين وتبني دائرة دعم قوية؟

فيه ناس وجودهم يشبه فنجان القهوة اللي تشربه أول الصباح. يرفعك، يوقظك، ويخليك تبدأ يومك بأفضل نسخة منك. وفيه ناس وجودهم يشبه صداع ما تعرف سببه، بس كل ما جلست معاهم تطلع أقل مما دخلت. الفرق بينهم؟ بسيط جدًا: الأول يسمّى الرفقاء الإيجابيين، والثاني يسمّى استنزاف نفسي.

الرفقاء الإيجابيين
كيف تختار الرفقاء الإيجابيين وتبني دائرة دعم قوية؟

في هذا المقال، ما راح نفتح نظريات، ولا نلف وندور. راح نحكي عن شي نعيشه كل يوم، ويمكن توا نبدأ نلاحظه. راح تفهم ليش وجود شخص داعم جنبك ممكن يغيّر مزاجك وحياتك، وليش بعض الناس، حتى لو ما سبّبوا لك أذى مباشر، وجودهم ما يضيف لك شي، ويمكن يسحب منك أكثر مما تتخيل.

خلّنا نبدأ الرحلة مع بعض، ونفكّر بصوت واضح: هل فعلاً كل الناس اللي حوالينا نقدر نسميهم "دائرة دعم"؟ ولا إحنا بس متعوّدين عليهم؟

من هم الرفقاء الإيجابيين فعلًا؟

الرفيق الإيجابي مش اللي دايم يضحك، ولا اللي يعطيك مجاملات على الطاير. الرفيق الإيجابي هو اللي يحسسك إنك تقدر، حتى لما أنت نفسك تشك. اللي ما يحكم عليك، ولا يقلل منك، ولا يستغل نقاط ضعفك ضدك.

العلاقات الإيجابية ما هي خالية من المشاكل، بس فيها نية طيبة دائمة. فيها شعور بالأمان، بالقبول، بالمساحة إنك تكون نفسك. مو مضطر تبرر، ولا تشرح كل تفصيلة. هو معك، يسمعك، ويدفعك بدون ما يحكم.

  • تلاحظ عزيزي أن الرفيق الإيجابي يحفزك بهدوء، ما يضغطك بإلحاح.
  • وايضاً ينتقد برقي لو أخطأت، بس ما يجرّحك.
  • ويقف معك لحظة السقوط، مو بس وقت النجاح.

إذا عندك شخص مثل كذا؟ تمسّك فيه. لأن دائرة الدعم النفسي مو سهلة تلاقيها، بس إذا وجدت، تصير كنز لا يُقدّر بثمن.

كيف تميّز الشخص الإيجابي من السطحي؟

المشكلة إن فيه ناس يظهروا في حياتنا بشكل إيجابي، بس مع الوقت تكتشف إنهم مجرد صدى لك، ما عندهم عمق، ولا موقف. يصفقون لك بس وأنت ناجح، لكن لو أخطأت يبطلوا دعمك. يشاركونك الضحك، بس يختفون وقت الجد.

الفرق الجوهري؟ الشخص الإيجابي يبنيك، والشخص السطحي يستهلكك. الواحد يفرح لك من قلبه، والثاني يفرح فيك إذا غلطت. تعرفهم من تكرار المواقف، من شعورك بعد اللقاء، من كمية الراحة اللي تحس فيها وإنت معاهم.

  1. اول شيء هل تحس بالراحة بعد ما تقعد معاه؟
  2. ثاني حاجة هل تحس إنه يسمعك فعلاً، ولا بس ينتظر دوره؟
  3. هل يفرح لك بصدق، ولا يتضايق من إنجازاتك؟

جاوب على هالأسئلة ببساطة، وراح تعرف إذا اللي قدامك يستحق يكون جزء من دائرتك الداعمة، أو مجرد ضيف عابر في حياتك.

لما تحس إنك تستنزف بدل ما تتغذّى

مو شرط يصير بينك وبين الشخص مشكلة علشان تحس إن العلاقة سامة. أحيانًا، مجرد وجوده ثقيل. كل مرة تشوفه، تطلع مشوش، محبط، متردد. كأنك صرفت طاقتك كلها في محاولة إنك "تتماشى" أو "تتقبله"، بينما المفروض العلاقة تردلك طاقتك مش تسحبها.

إذا العلاقة تحتاج منك مجهود عاطفي مستمر علشان تظل واقفة فهي ما تستحق. العلاقات الصحية تعيش على الراحة، مش على التبرير المتواصل.

راقب شعورك بعد كل لقاء. هل تحس إنك تحمّست؟ ولا تحس إنك تنهّدت؟ هذه الإشارة الأولى إن فيه خلل.

فرق كبير بين الانتقاد البنّاء والتهبيط

اللي يحبك بصدق، ينتقدك بعين فيها حرص، مو بعين فيها تحقير. فيه ناس تقول لك "أنا بس أقولك الصراحة"، بس صراحتهم تجي كأنها سكينة. تقطع بدون ما تداوي.

فيه فرق بين اللي يقولك "شوف هذي النقطة، ممكن تصلحها" وبين اللي يقولك "أنت فاشل كعادتك". الأول يبغى يشوفك أحسن، والثاني ما يبيك تتغيّر، لأنه متضايق من أي تطور عندك.

  • الانتقاد البنّاء يوصل لك بدون ما يهز صورتك الذاتية.
  • التهبيط يكسرك من جوّاك، حتى لو بضحكة شكلها بريئة.

اختبر نبرة الصوت، طريقة الكلام، نيّة النصيحة. لأن الناس تتكلم كثير، بس اللي فعلاً نيتهم تبنيك، أصواتهم مختلفة تمامًا.

فيديو تحفيزي – لما تكون محاط بالصح

أحيانًا المحيط هو اللي يحدد إنت تطير ولا تبقى مكانك. الفيديو هذا يوضح، ببساطة وصدق، كيف البيئة المشجعة تخلق منك نسخة أقوى من نفسك. راقب تعابير العيون، ونبرة الأصوات، وشوف كيف الدعم يحوّل المسار.

شغّل الفيديو، وخذ لحظة تفكر: من الشخص اللي وجوده يخلّيك أفضل؟

كيف تبني دائرتك الداعمة؟

الناس مو دايمًا تجي على مزاجك، ولا على حسب طلبك. بس تقدر تختار من تبقيه قريب، ومن تخليه على الأطراف. دائرتك ما تحتاج تكون كبيرة، المهم تكون صادقة. لا تظن إنك لازم تعيش وسط مجموعة علشان تكون محبوب، أحيانًا شخص واحد يفهمك... يكفيك عن عشرة.

علشان تبني دائرة دعم نفسي قوية، خلك واقعي، وخل معاييرك واضحة. مو كل شخص "لطيف" يصلح يكون داعم، ومش كل "قديم" في حياتك لازم يظل فيها. راقب أفعاله، مش نواياه. راقب حضوره وقت احتياجك، مش عدد لايكاته على صورك.

  • ابدأ باللي يسمعك فعلاً، مو اللي يجاوبك بسرعة.
  • قيس الراحة، مو فقط الذكريات القديمة.
  • لا تطارد أحد علشان ما تبقى وحيد... الوحدة أرحم من الصحبة الخطأ.

جودة علاقاتك تحدد جودة مشاعرك اليومية. خلّ دائرتك تكون ملجأ، مش اختبار يومي لصبرك.

مقالات سابقة قد تهمك

لو شدّك موضوع "اختيار الدائرة الصحيحة" وفكرت ترمم علاقاتك، هذي المقالات راح تساعدك من زوايا مختلفة 👇

رأيي الشخصي – لما قررت أختار نفسي

بقولك شي ما قلته كثير. أنا كنت أظن إن الوفاء يعني إنك تظل مع الناس حتى وهم يأذونك. إنك تتحمل وتسكت وتقول "معلش، هم ما يقصدوا". بس الحقيقة؟ الوفاء الحقيقي تبدأه مع نفسك وهذه من وجهة نظري.

في لحظة كنت أشبه فيها شخص ما يعرف نفسه، قررت أسأل سؤال بسيط: "ليش أحس بثقل بعد لقاءاتي؟" ومن هنا بدأت ألاحظ. بدأت أفلتر، أبتعد، أعتذر بلطف، وأحيانًا بدون شرح.

بعد فترة، صرت أقابل ناس تحسسني إن فيه أمل. إن العلاقات ممكن تكون راحة مو توتر. وكل مرة أرجع أتذكر: الرفقاء الإيجابيين مو ناس كثير، بس هم فعلاً يستاهلون تكون معاهم بنفسك الكاملة.

تمرين عملي – دفتر العلاقات

واحدة من أقوى الطرق إنك تعرف من يستاهل مكانه في حياتك، هو إنك تشوف بعين واضحة. التمرين هذا بسيط، لكن مفعوله كبير، لأنه يخليك تشوف مشاعرك بعد كل تفاعل وعلى الورق.

تمرين "دفتر العلاقات":

  • كل يوم، بعد لقاء أو مكالمة أو دردشة، سجّل اسم الشخص.
  • قيّم شعورك بعد التفاعل: (نشاط؟ توتر؟ راحة؟ تعب؟).
  • بعد أسبوع، راجع الدفتر… راح تشوف الصورة أوضح.

العلاقات ما تنقاس بكلام الناس، تنقاس بالشعور اللي يخلّفوه فيك بعد ما يروحوا.

 نهاية هذا المقال – مش كل من حولك لك

الحياة قصيرة علشان تعيشها وسط ناس يشكّكون فيك كل يوم، أو يقللون من حلمك، أو يسرقون طاقتك بابتسامة زائفة. اختر دايمًا اللي يرفعك، حتى لو ما بقي غير اثنين حولك. الكثرة عمرها ما كانت معيار. الوعي هو اللي يحدد القيمة.

تذكّر: الرفقاء الإيجابيين مو صدفة، هم اختيار واعي. وأنت تستاهل دائرة تحبك، تسمعك، وتدفعك للأمام بدون ما تكسرك.

أسئلة شائعة حول دائرة الاصدقاء

كيف أعرف إذا الشخص يسحب من طاقتي؟

راقب شعورك بعد ما تقعد معه. إذا حسيت بثقل أو تعب نفسي، فغالبًا العلاقة غير متوازنة.

هل ممكن أكون أنا الطرف السلبي أحيانًا؟

نعم، كلنا نمر بظروف. الوعي بالمشكلة والرغبة في التحسن هي بداية التغيير.

كم شخص أحتاج في دائرة دعمي؟

الكيف أهم من الكم. حتى لو كان شخصين بس، إذا كانوا صادقين، فهم كفاية.

كيف أتعامل مع المقربين السامّين؟

بالحزم، مش القسوة. حط حدود واضحة، وخذ مساحتك بدون تأنيب ضمير.

هل ممكن أبدأ من الصفر في بناء علاقاتي؟

أكيد. العلاقات ما تنتهي إلا لما تقرر تبني الجديد. ابدأ بالأمان الداخلي، والباقي يجي تباعًا.

NameEmailMessage